الزائدة الأذينية اليسرى (LAA) هي كيس صغير يشبه الأذن يقع في الجدار العضلي للأذين الأيسر للقلب. على الرغم من أن وظيفتها في البشر لا تزال غير مفهومة بالكامل، إلا أنها مصدر شائع لجلطات الدم لدى مرضى الرجفان الأذيني (AF). الرجفان الأذيني هو نبض غير منتظم وسريع في كثير من الأحيان يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية وفشل القلب والمضاعفات الأخرى المرتبطة بالقلب. في المرضى الذين يعانون من الرجفان الأذيني، يمكن أن يصبح تدفق الدم داخل الزائدة الأذينية اليسرى راكدًا، مما يؤدي إلى تكوين جلطات. يمكن أن تنتقل هذه الجلطات بعد ذلك إلى أجزاء أخرى من الجسم، مما قد يتسبب في حدوث سكتات دماغية مهددة للحياة. إغلاق الزائدة الأذينية اليسرى (LAAC) هو إجراء مصمم لتقليل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية عن طريق إغلاق الزائدة الأذينية، وبالتالي منع تكون الجلطات داخل هذا الهيكل.

 الإجراء

عادةً ما يتم إجراء عملية LAAC باستخدام تقنية تعتمد على القسطرة، وهي أقل توغلاً مقارنةً بالجراحة المفتوحة التقليدية. الجهاز الأكثر استخداماً في هذا الإجراء هو جهاز Watchman، على الرغم من توفر أجهزة أخرى أيضاً. فيما يلي نظرة عامة على خطوات الإجراء:

1. التحضير قبل الإجراء: يخضع المرضى لسلسلة من التقييمات قبل الجراحة، بما في ذلك دراسات التصوير مثل مخطط صدى القلب عبر المريء (TEE) أو التصوير المقطعي المحوسب لتقييم حجم وشكل الزائدة الأذينية اليسرى. عادةً ما يتم وصف مميعات الدم قبل العملية لمنع تكون الجلطات.

2.  التخدير والوصول: يتم إجراء العملية تحت التخدير العام أو التخدير الواعي. يتم إدخال قسطرة في الوريد، عادةً في الفخذ، ويتم توجيهها عبر الأوعية الدموية إلى القلب.

3. ثقب الحجاب الحاجز: يتم توجيه القسطرة عبر الحاجز (الجدار الذي يفصل بين الأذين الأيمن والأذين الأيسر) للوصول إلى الأذين الأيسر.

4. إدخال الجهاز: بمجرد الوصول إلى الأذين الأيسر، يتم وضع القسطرة عند فتحة الزائدة الأذينية اليسرى. ثم يتم نشر جهاز الإغلاق في الزائدة الأذينية اليسرى. يتمدد الجهاز لإغلاق الزائدة، مما يمنع الدم من الدخول إلى الزائدة بشكل فعال.

5. التحقق: يتم التحقق من موضع الجهاز ونشره باستخدام تقنيات التصوير مثل تخطيط صدى القلب عبر المريء (TEE). وبمجرد التأكد من ذلك، يتم سحب القسطرة وتنتهي العملية.

6. رعاية ما بعد الإجراء: تتم مراقبة المرضى لبضع ساعات إلى يوم واحد، اعتمادًا على تعافيهم وأي مضاعفات محتملة. وعادةً ما يتم الاستمرار في استخدام مميعات الدم لفترة قصيرة حتى يتم تغطية الجهاز بالكامل بأنسجة الجسم.

 الفوائد والمخاطر

تتمثل الفائدة الرئيسية لجهاز إغلاق الزائدة الأذينية اليسرى في تقليل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بشكل كبير لدى المرضى الذين يعانون من الرجفان الأذيني. بالنسبة للمرضى الذين لا يستطيعون تحمل العلاج المضاد للتخثر على المدى الطويل (مميعات الدم) بسبب خطر النزيف، يوفر LAAC بديلاً للوقاية من السكتة الدماغية. بالإضافة إلى ذلك، يرتبط هذا الإجراء بانخفاض نسبة حدوث مضاعفات النزيف مقارنةً بالعلاج المضاد للتخثر طويل الأمد.

ومع ذلك، مثل أي إجراء طبي، فإن عملية LAAC ليست خالية من المخاطر. تشمل المضاعفات المحتملة ما يلي:

- مضاعفات أثناء الإجراء: يمكن أن تشمل النزيف في موضع إدخال القسطرة، والانصباب القلبي (تجمع السوائل حول القلب)، ومضاعفات الجهاز مثل النشر غير السليم أو الانزلاق (حركة الجهاز من موضعه المقصود).

- الجلطات الدموية: في حالات نادرة، يمكن أن تتكون الجلطات على الجهاز قبل أن يغطيه نسيج الجسم بالكامل.

- العدوى: كما هو الحال مع أي إجراء جراحي، هناك خطر الإصابة بالعدوى.

 

 اختيار المريض والنتائج

يعد اختيار المريض لإجراء عملية LAAC أمراً بالغ الأهمية لضمان الحصول على أفضل النتائج. يشمل المرضى المرشحون عادةً الأشخاص الذين يعانون من الرجفان الأذيني غير الصمامي والمعرضون لخطر الإصابة بالسكتة الدماغية ولديهم موانع للعلاج المضاد للتخثر على المدى الطويل. وقد أظهر هذا الإجراء نتائج واعدة في التجارب السريرية والدراسات الواقعية، مما يدل على انخفاض كبير في معدلات السكتة الدماغية ومضاعفات النزيف.

 الخلاصة

يمثل إجراء إغلاق الزائدة الأذينية اليسرى  تقدمًا كبيرًا في إدارة الرجفان الأذيني، حيث يوفر بديلاً فعالاً للعلاج المضاد للتخثر للوقاية من السكتة الدماغية. وكما هو الحال مع أي إجراء طبي، فإن الاختيار الدقيق للمريض والالتزام بالبروتوكولات الإجرائية ضروريان لتعظيم الفوائد وتقليل المخاطر. تستمر الأبحاث والتطورات التكنولوجية في تحسين الإجراء، مما يعزز سلامته وفعاليته. ومع توفر المزيد من البيانات، يبدو أن عملية LAAC ستصبح أداة متزايدة الأهمية في إدارة الرجفان الأذيني والوقاية من السكتة الدماغية.